تعريف التوبة وشروطه
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
تعريف التوبة وشروطه
قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ). الزمر:53
تعريف التوبة وشروطه
التوبة ليست عبارة عن قول: (أستغفر الله وأتوب إليه ) ولا هي حالة الندم فحسب، بل هي شيء أعمق من ذلك. ولعل أجمل تعريف لها ما ورد في حديث أمير المؤمنين(عليه السلام) الذي رواه الشريف الرضي رضوان الله عليه في نهج البلاغة عن أمير المؤمنين(عليه السلام) أنه قال لقائل قال بحضرته: أستغفر الله. فأراد أمير المؤمنين(عليه السلام) أن ينصحه بأسلوب يتبعه أحياناً في مقام تأديب الناس وتعليمهم بعد أن سمع استغفاره, فقال: ((ثكلتك أمك, أتدري ما الاستغفار؟ الاستغفار درجة العليين، وهو اسم واقع على ستة معان:
أولها: الندم على ما مضى.
والثاني: العزم على ترك العود إليه أبداً.
والثالث: أن تؤدي إلى المخلوقين حقوقهم حتى تلقى الله أملس ليس عليك تبعة.
والرابع: أن تعمد إلى كل فريضة عليك ضيعتها فتؤدي حقها.
والخامس: أن تعمد إلى اللحم الذي نبت على السحت فتذيبه بالأحزان حتى تلصق الجلد بالعظم, وينشأ بينهما لحم جديد.
والسادس: أن تذيق الجسم ألم الطاعة كما أذقته حلاوة المعصية, فعند ذلك تقول: استغفر الله))(1) وروي هذا الحديث أيضاً في تحف العقول بسند آخر وبمقدمة فيها شيء من الدقة والطرافة لم يذكرها الشريف الرضي(2).
هذه المعاني الستة إذا أردنا التأمل فيها نجدها تمثل مضمون التوبة الحقيقية، وسنذكرها واحدة بعد الأخرى مع بيان المراد منها:
1. الندم
وهي حالة نفسانية في الإنسان, بمعنى: التألم والتأثر على ما مضى من تقصير ومعصية للباري, فجملة: (أستغفر الله) لابد أن تعبر في حقيقتها عن ندم الإنسان وانكساره جرّاء ما فعله وما شطَّ به عن جادة الاستقامة الإلهية.
2. عقد العزم
يجب على الإنسان النادم أن يعقد العزم على أن لا يرتكب الجريمة مرة أخرى, وأن يكون لديه تصميم على عدم تكرار المعصية وإلى الأبد، أما أن يندم على ارتكاب الخطأ ولكن مع ذلك يفكر في ارتكابه مرة أخرى(3)، كما يحصل كثيراً لأولئك الذين يتعاطون بعض المحرمات, ففي مثل هذه الحالة لا تحصل التوبة وإن وجدت حالة الندم؛ لأنه لم يعقد العزم على الترك, وبالتالي لا تتحقق المغفرة.
التوبة: عبارة عن العزم والتصميم الكامل من قبل الإنسان المخالف في أن لا يرتكب هذا الخطأ وإلى الأبد، هذا هو الذي يحقق المغفرة والرحمة واللطف من قبل اللهسبحانه وتعالى, وبالتالي يفسح الطريق إلى دخول الجنان التي تتمثل برضوانه تعالى.
3. أداء حقوق الآخرين
أن يؤدي إلى المخلوقين حقوقهم حتى يلقى الله سبحانه وتعالى وهو أملس ليس عليه تبعة, أما إذا كان في ذمته وعنقه حقوق للناس سواء كانت مادية أم معنوية، لا تقبل منه هذه التوبة، وإنما يجب عليه أداء جميع الحقوق حتى يكون أملس - كما عبر عنه أمير المؤمنين(عليه السلام) - كي يصح منه الاستغفار.
4. قضاء الفائت من الفرائض
أن يعمد إلى كل فريضة فائتة فيؤدي حقها, فإذا كان عليه صلوات أو صيام أو أخماس أو زكوات أو غير ذلك من الفرائض, يجب عليه أداؤها وقضاؤها حتى يكون الاستغفار منه حقيقياً وواقعياً.
5. إنبات لحم حلال
أن يعمد الإنسان إلى اللحم الذي نبت على السحت فيذيبه بالأحزان, حتى يلصق الجلد بالعظم وينشأ بينهما لحم جديد نابت على الحلال, وبذلك تنقطع كل صلاته بالذنب، وهذه درجة عالية جداً من التوبة.
6. ذوق ألم الطاعة
أن يذيق الجسم ألم الطاعة كما أذاقه حلاوة المعصية، فعليه أن يقوم بالطاعات بجهد وتعب, كي يشعر بألم الطاعة كما شعر بحلاوة المعصية.
وهذا التعريف نراه في مجمل الأحاديث المروية عن أهل البيت(عليهم السلام).
وبصورة مختصرة ومبسطة, إن جوهر التوبة هو عبارة عن توفر عنصرين أساسيين:
الأول: الشعور بالندم من الذنب الذي ارتكبه الإنسان.
والثاني: التصميم بعدم العودة إليه.
إن كل إنسان - عدا من عصم الله سبحانه وتعالى من الأنبياء والأوصياء والأولياء - يتعرض بشكل أو بآخر إلى الذنب, فكلما تصاعد الإنسان في قربه إلى الله سبحانه وتعالى تعرض إلى ألوان وأشكال مختلفة من الذنوب قد لا يتعرض لها الإنسان العادي(4)، وهذه حقيقة لابد من إدراكها.
فالنبي مثلاً عندما يعذب من قبل أعدائه إذا قال: آه، قد يكون هناك حساب خاص له؛ لأنه أقرب إلى الله فيجب أن يتحمل، وإن كانت كلمة (آه) ليست عملاً محرماً للإنسان العادي، لكن بالنسبة للنبي يكون لها حساب خاص، وهذا الأمر ليس غريباً, بل موجود حتى في حياتنا الاجتماعية العادية, كالابن بالنسبة للأب، أو الأخ بالنسبة إلى أخيه(5)، فثمة علاقة طردية بين الابتلاء والامتحان وبين زيادة القرب من الله سبحانه وتعالى، فكلما تزداد قيمة الإنسان ويزداد قربه من الله سبحانه وتعالى تزداد محنته.
إذن، كلنا نتعرض للذنوب, و ينبغي أن نعتبر التوبة حدثاً أساسياً في حياتنا وفي مسيرتنا
تعريف التوبة وشروطه
التوبة ليست عبارة عن قول: (أستغفر الله وأتوب إليه ) ولا هي حالة الندم فحسب، بل هي شيء أعمق من ذلك. ولعل أجمل تعريف لها ما ورد في حديث أمير المؤمنين(عليه السلام) الذي رواه الشريف الرضي رضوان الله عليه في نهج البلاغة عن أمير المؤمنين(عليه السلام) أنه قال لقائل قال بحضرته: أستغفر الله. فأراد أمير المؤمنين(عليه السلام) أن ينصحه بأسلوب يتبعه أحياناً في مقام تأديب الناس وتعليمهم بعد أن سمع استغفاره, فقال: ((ثكلتك أمك, أتدري ما الاستغفار؟ الاستغفار درجة العليين، وهو اسم واقع على ستة معان:
أولها: الندم على ما مضى.
والثاني: العزم على ترك العود إليه أبداً.
والثالث: أن تؤدي إلى المخلوقين حقوقهم حتى تلقى الله أملس ليس عليك تبعة.
والرابع: أن تعمد إلى كل فريضة عليك ضيعتها فتؤدي حقها.
والخامس: أن تعمد إلى اللحم الذي نبت على السحت فتذيبه بالأحزان حتى تلصق الجلد بالعظم, وينشأ بينهما لحم جديد.
والسادس: أن تذيق الجسم ألم الطاعة كما أذقته حلاوة المعصية, فعند ذلك تقول: استغفر الله))(1) وروي هذا الحديث أيضاً في تحف العقول بسند آخر وبمقدمة فيها شيء من الدقة والطرافة لم يذكرها الشريف الرضي(2).
هذه المعاني الستة إذا أردنا التأمل فيها نجدها تمثل مضمون التوبة الحقيقية، وسنذكرها واحدة بعد الأخرى مع بيان المراد منها:
1. الندم
وهي حالة نفسانية في الإنسان, بمعنى: التألم والتأثر على ما مضى من تقصير ومعصية للباري, فجملة: (أستغفر الله) لابد أن تعبر في حقيقتها عن ندم الإنسان وانكساره جرّاء ما فعله وما شطَّ به عن جادة الاستقامة الإلهية.
2. عقد العزم
يجب على الإنسان النادم أن يعقد العزم على أن لا يرتكب الجريمة مرة أخرى, وأن يكون لديه تصميم على عدم تكرار المعصية وإلى الأبد، أما أن يندم على ارتكاب الخطأ ولكن مع ذلك يفكر في ارتكابه مرة أخرى(3)، كما يحصل كثيراً لأولئك الذين يتعاطون بعض المحرمات, ففي مثل هذه الحالة لا تحصل التوبة وإن وجدت حالة الندم؛ لأنه لم يعقد العزم على الترك, وبالتالي لا تتحقق المغفرة.
التوبة: عبارة عن العزم والتصميم الكامل من قبل الإنسان المخالف في أن لا يرتكب هذا الخطأ وإلى الأبد، هذا هو الذي يحقق المغفرة والرحمة واللطف من قبل اللهسبحانه وتعالى, وبالتالي يفسح الطريق إلى دخول الجنان التي تتمثل برضوانه تعالى.
3. أداء حقوق الآخرين
أن يؤدي إلى المخلوقين حقوقهم حتى يلقى الله سبحانه وتعالى وهو أملس ليس عليه تبعة, أما إذا كان في ذمته وعنقه حقوق للناس سواء كانت مادية أم معنوية، لا تقبل منه هذه التوبة، وإنما يجب عليه أداء جميع الحقوق حتى يكون أملس - كما عبر عنه أمير المؤمنين(عليه السلام) - كي يصح منه الاستغفار.
4. قضاء الفائت من الفرائض
أن يعمد إلى كل فريضة فائتة فيؤدي حقها, فإذا كان عليه صلوات أو صيام أو أخماس أو زكوات أو غير ذلك من الفرائض, يجب عليه أداؤها وقضاؤها حتى يكون الاستغفار منه حقيقياً وواقعياً.
5. إنبات لحم حلال
أن يعمد الإنسان إلى اللحم الذي نبت على السحت فيذيبه بالأحزان, حتى يلصق الجلد بالعظم وينشأ بينهما لحم جديد نابت على الحلال, وبذلك تنقطع كل صلاته بالذنب، وهذه درجة عالية جداً من التوبة.
6. ذوق ألم الطاعة
أن يذيق الجسم ألم الطاعة كما أذاقه حلاوة المعصية، فعليه أن يقوم بالطاعات بجهد وتعب, كي يشعر بألم الطاعة كما شعر بحلاوة المعصية.
وهذا التعريف نراه في مجمل الأحاديث المروية عن أهل البيت(عليهم السلام).
وبصورة مختصرة ومبسطة, إن جوهر التوبة هو عبارة عن توفر عنصرين أساسيين:
الأول: الشعور بالندم من الذنب الذي ارتكبه الإنسان.
والثاني: التصميم بعدم العودة إليه.
إن كل إنسان - عدا من عصم الله سبحانه وتعالى من الأنبياء والأوصياء والأولياء - يتعرض بشكل أو بآخر إلى الذنب, فكلما تصاعد الإنسان في قربه إلى الله سبحانه وتعالى تعرض إلى ألوان وأشكال مختلفة من الذنوب قد لا يتعرض لها الإنسان العادي(4)، وهذه حقيقة لابد من إدراكها.
فالنبي مثلاً عندما يعذب من قبل أعدائه إذا قال: آه، قد يكون هناك حساب خاص له؛ لأنه أقرب إلى الله فيجب أن يتحمل، وإن كانت كلمة (آه) ليست عملاً محرماً للإنسان العادي، لكن بالنسبة للنبي يكون لها حساب خاص، وهذا الأمر ليس غريباً, بل موجود حتى في حياتنا الاجتماعية العادية, كالابن بالنسبة للأب، أو الأخ بالنسبة إلى أخيه(5)، فثمة علاقة طردية بين الابتلاء والامتحان وبين زيادة القرب من الله سبحانه وتعالى، فكلما تزداد قيمة الإنسان ويزداد قربه من الله سبحانه وتعالى تزداد محنته.
إذن، كلنا نتعرض للذنوب, و ينبغي أن نعتبر التوبة حدثاً أساسياً في حياتنا وفي مسيرتنا
el taib al alah- عدد المساهمات : 9
تاريخ التسجيل : 07/09/2009
العمر : 43
رد: تعريف التوبة وشروطه
جزاك الله كل الخير وجعله بميزان حسناتك ان رحمه ربك وسعه كل شىء وهو عند ظن عبده به فليظن به مايشاء فان كان خيرا كان له الخير وان كان شرا فله ماشاء ان الله يفرح بتوبه عبده حقا كفرحه الام بوليدها ولله المثل الاعلى ولو ان الله خلق اناسا لايخطئون لابادهم وخلق اناسا غيرهم يخطئون ويتوبون
hend youssif- عدد المساهمات : 40
تاريخ التسجيل : 29/08/2009
الموقع : جمهوريه مصر العربيه
مواضيع مماثلة
» رمضان و التوبة
» نماذج اجابه الدعاء وشروطه وادابه
» تعريف بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم
» تابع تعريف بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم
» نماذج اجابه الدعاء وشروطه وادابه
» تعريف بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم
» تابع تعريف بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الإثنين 15 نوفمبر 2010 - 22:51 من طرف moon
» عبرة وفائدة لطيفة
الخميس 4 نوفمبر 2010 - 12:17 من طرف Admin
» على قدر النماء يكون الحصاد
السبت 16 أكتوبر 2010 - 21:41 من طرف walaa
» الفيل الابيض ........وفخ الصيادين
السبت 16 أكتوبر 2010 - 21:33 من طرف walaa
» الى متى ستظل تحمل كيس البطاطس ؟؟!!
الجمعة 15 أكتوبر 2010 - 0:31 من طرف walaa
» تعلم 3 أشياء من 4.... وأحذر 3أشياء من 3
الجمعة 15 أكتوبر 2010 - 0:25 من طرف walaa
» اسئلة عاديه وطبيعية إذا كنت طبيعي
الأربعاء 13 أكتوبر 2010 - 14:23 من طرف walaa
» قصه سندريلا عام 2009
الأربعاء 13 أكتوبر 2010 - 14:13 من طرف walaa
» بنات مصر خط احمر
الأربعاء 13 أكتوبر 2010 - 14:09 من طرف walaa